فصل: تفسير الآية رقم (3):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (3):

{النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)}
(3)- ثُمَّ فَسَّرَ اللهُ تَعَالَى مَعْنَى هَذَا الطَّارِقِ الذِي أَقْسَمَ بِهِ، فَقَالَ: إِنَّهُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ الذِي تَثْقُبُ شِدَّةُ ضَوْئِهِ وَلَمَعَانِهِ الظَّلامَ.

.تفسير الآية رقم (4):

{إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)}
(4)- أَقْسَمَ تَعَالَى بالسَّمَاءِ وَالنَّجْمِ الثَّاقِبِ، عَلَى أَنَّ كُلَّ نَفْسٍ عَلَيْهَا حَافِظٌ مِنَ اللهِ، يُدَبِّرُ شُؤُوْنَهَا فِي جَمِيعِ أَطْوَارِ حَيَاتِهَا، وَهَذَا الحَافِظُ المُدَبِّرُ هُوَ رَبُّهَا، خَالِقُهَا وَمُصَرِّفُ أُمُورِهَا فِي مَعَاشِهَا وَحَيَاتِهَا وَمََعَادِهَا.
وَقِيلَ أَيْضاً إِنَّ المَقُصُودَ بِالحَافِظِ هُنَا المَلَكُ المٌكَلَّفُ بِحِفْظِ الإِنْسَانِ وَمُرَاقَبَتِهِ كَمَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ الله}.

.تفسير الآية رقم (5):

{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5)}
{الإنسان}
(5)- يَلْفِتُ اللهُ تَعَالَى نَظَرَ الإِنْسَانِ إِلَى مَبْدَأ خَلْقِهِ لِيَتَّضِحَ لَهُ قُدْرَةُ خَالِقِهِ وَوَاهِبِهِ الحَيَاةَ وَالرِّزْقَ، لِيَعْرِفَ فَضْلَهُ وَمِنَنَهُ عَلَيْهِ، فَلا يَكْفُرُ بِرَبِّهِ، وَلا يُنْكِرُ البَعْثَ وَالمَعَادَ، لأَنَّ مَنْ خَلَقَهُ مِنَ النُّطْفَةِ المَهِينَةِ، قَادِرٌ عَلَى إِعَادَةِ خَلْقِهِ وَإِنْشَائِهِ، وَلِيَعْرِفَ الإِنْسَانُ ضَعْفَهُ وَتَفَاهَةَ أَصْلِهِ فَلا يَطْغَى وَلا يَتَجَبَّرُ.

.تفسير الآية رقم (6):

{خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6)}
(6)- ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ مُتَدَفِّقٍ.
دَافِقٍ- مَصْبُوبٍ بِدَفْعٍ.

.تفسير الآية رقم (7):

{يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)}
(7)- يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ الرَّجْلِ وَيَسْتَقِرُّ فِي رَحِمِ الأُنْثَى.
(والصُّلْبُ أَسْفَلُ الظَّهْرِ، وَالتَّرَائِبُ هِيَ عِظَامُ الصَّدْرِ).
(وَقَالَ الأُسْتَاذُ المَرَاغِي فِي تَفْسِيرِهِ: إِنَّ العِلْمَ الحَدِيثَ أَثْبَتَ أَنَّ الخِصْيَةَ وَالمَبْيضَ يَكُونَانِ فِي بَدْءِ تَكُوُّنِ الجَنِينِ مَا بَيْنَ مُنْتَصَفِ العَمُودِ الفِقرِيِّ مُقَابِلَ الضُّلُوعِ فِي بَدْءِ أَيَّامِ الحَملِ).
الصُّلْبِ- أَسْفَلِ عِظَامِ الظَّهْرِ.
التَّرَائِبِ- عِظَامِ الرَّقَبَةِ وَالصَّدْرِ.

.تفسير الآية رقم (8):

{إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8)}
(8)- وَالذِي خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ مَاءٍ دافِقٍ ابْتِدَاءً قَادِرٌ عَلَى إِعَادَةِ خَلْقِهِ وَرَدِّهِ حَيّاً بَعْدَ أَنْ يَمُوتَ وَيَبْلَى.
رَجْعِهِ- إِعَادَةِ خَلْقِ الإِنْسَانِ بَعْدَ فَنَائِهِ.

.تفسير الآية رقم (9):

{يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9)}
{السرآئر}
(9)- وَهُوَ تَعَالَى القَادِرُ عَلَى أَنْ يُعِيدَ الإِنْسَانَ حِيّاً فِي يَوْمِ البَعْثِ وَالنُّشُورِ الذِي تَنْكَشِفُ فِيهِ السَّرَائِرُ، وَتَتَّضِحُ الضَّمَائِرُ، فَلا يَبْقَى فِي سَرِيرَةٍ سِرٌّ.
تُبْلَى السَّرَائِرُ- تُكْشَفُ مَكْنُونَاتُ القُلُوبِ.

.تفسير الآية رقم (10):

{فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}
(10)- وَفِي ذَلِكَ اليَوْمِ لا تَكُونُ لِلإِنْسَانِ قُوَّةٌ يُدَافِعُ بِهَا عَنْ نَفْسِهِ، وَلا يَجْدُ لَهُ نَاصِراً يَنْصُرُهُ مِنْ حِسَابِ اللهِ وَعِقَابِهِ.

.تفسير الآية رقم (11):

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11)}
(11)- قَسَماً بِالسَّمَاءِ التِي تُنْزِلُ المَطَرَ.
(والرَّجْعُ هُوَ إِعَادَةُ الشَّيْءِ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلاً، وَيُرَادُ بِهِ هُنَا المَطَرُ لأَنَّهُ يُعَادُ إِلَى الأَرْضِ مِنَ السَّمَاءِ).
(وَهَذِهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ المَطَرَ يَنْشَأُ مِمَّا يَتَصَاعَدُ مِنَ الأَرْضِ مِنْ بُخَارٍ).

.تفسير الآية رقم (12):

{وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12)}
(12)- وَقَسَماً بِالأَرْضِ التِي يَنْزِلُ عَلَيْهَا المَاءُ مِنَ السَّمَاءِ فَتَنْشَقُّ وَتَتَصَدَّعُ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا النَّبَاتُ.
الصَّدْعِ- النَّبَاتِ الذِي تَنْشَقُّ الأَرْضُ عَنْهُ.

.تفسير الآية رقم (13):

{إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13)}
(13)- بَعْدَ أَنْ أَقْسَمَ تَعَالَى بِالسَّمَاءِ وَالأَرْضِ، قَال إِنَّ هَذَا القَوْلَ، الذِي جَاءَكُمْ بِهِ مُحَمَّدٌ، هُوَ قَوْلٌ حَقٌّ فَاصِلٌ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، وَقَاطِعٌ لِلْجَدَلِ.
فَصْلٌ- فَاصِلٌ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ.

.تفسير الآية رقم (14):

{وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14)}
(14)- وَهُوَ قَوْلٌ جِدٌّ لا هَزلَ فِيهِ، فَمِنْ حَقِّهِ أَنْ تَخْضَعَ لَهُ الرِّقَابُ، وَتَذِلَّ جِبَاهُ العُتَاةِ.

.تفسير الآية رقم (15):

{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15)}
(15)- إِنَّ هَؤُلاءِ المُكَذِّبِينَ المُجْرِمِينَ يَمْكُرُونَ بِالنَّاسِ وَيَكِيدُونَ لَهُمْ بِدَعْوَتِهِمْ إِيَاهُمْ إِلَى مُخَالفَةِ القُرْآنِ بِإِلْقَاءِ الشُّبُهَاتِ كَقَوْلِهِمْ: (إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتَ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدِّهْرُ).

.تفسير الآية رقم (16):

{وَأَكِيدُ كَيْدًا (16)}
(16)- وَيَقُولُ تَعَالَى إِنَّهُ يُقَابِلُ كَيْدَهُمْ بِكَيْدٍ يُفْسِدُهُ وَيُبْطِلُهُ، لِيُظْهِرَ الحَقَّ وَلَو كَرِهَ الكَافِرُونَ، وَلِيَدْفَعَ مَا جَاؤُوا بِهِ مِنَ البَاطِلِ، وَلِيَعْلَمَ الخَلْقُ بِهَذا مَنْ يَكُونُ الغَالِبَ أَهُوَ اللهُ أَمِ العَبْدُ الكَافِرُ؟ إِنَّ اللهَ هُوَ الغَالِبُ لأَنَّ العَبْدَ أَضْعَفُ وَأَحْقَرُ مِنَ أَنْ يُغَالِبَ اللهَ القَوِيَّ العَلِيمَ فِي كَيْدِهِ.

.تفسير الآية رقم (17):

{فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)}
{الكافرين}
(17)- ثُمَّ يَقُولُ تَعَالَى لِرَسُولِهِ الكَرِيمِ: سِرْ فِي دَعْوَتِكَ، وَلا تَسْتَعْجِلْ بِالعَذَابِ فَإِنَّنَا سَنُمْهِلُهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً حَتَّى إِذَا أَخَذْنَاهُمْ، أَخَذْنَاهُمْ بِحَقٍّ. وَعَادَ تَعَالَى فَأَكَّدَ طَلَبَهُ مِنْ رَسُولِهِ إِمْهَالَهُمْ، فَقَالَ: إِنَّنَا سَنُمْهِلُهُمْ قَلِيلاً، وَسَتَرى مَا سَيَحِلُّ بِهِمْ مِنَ العَذَابِ وَالنَّكَالِ.
رُوِيداً- قَلِيلاً أَوْ قَرِيباً.

.سورة الأعلى:

.تفسير الآية رقم (1):

{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)}
(1)- نَزِّهِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى العَظِيمِ عَنْ كُلِّ مَا لا يَلِيقُ بِجَلالِهِ، فِي ذَاتِهِ وَصِفاتِهِ وَأَسْمَائِهِ، فَلا تَذْكُرْهُ إِلا عَلَى وَجْهِ التَّعْظِيمِ لَهُ.

.تفسير الآية رقم (2):

{الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2)}
(2)- فَهُوَ الذِي خَلَقَ الكَائِنَاتِ جَمِيعَهَا وَأَوْجَدَهَا مِنْ عَدَمٍ، وَجَعَلَهَا مُنَسِّقَةً مُحْكَمَةَ الخَلْقِ، وَسَوَّى بَيْنَهَا فِي الأَحْكَامِ وَالإِتْقَانِ.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)}
(3)- الذِي قَدَّرَ خَلْقَ كُلِّ شَيءٍ، وَأَعْطَاهُ مَا يَستْحِقُّهُ وَمَا يُمَكِّنُهُ مِنْ أَدَاءِ مَهَمَّتِهِ التِي خُلِقَ لَهَا، وَهَدَى كُلَّ مَخْلُوقٍ إِلَى اسْتِعْمَالِ مَا اخْتَصَّهُ اللهُ بِهِ لأَدَاءِ وَظِيفَتِهِ، وَالقِيَامِ بِمَا يُصْلِحُ حَالَهُ.
كَمَا قَالَ تَعَالَى {قَالَ رَبُّنَا الذي أعطى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هدى}.
قَدَّرَ- جَعَلَ الشَّيْءَ عَلَى مَقَادِيرَ مَخْصُوصَةٍ.
فَهَدَى- فَوَجَّهَ كُلَّ وَاحِدٍ وَهَدَاهُ إِلَى مَا يَنْبَغِي لَهُ.

.تفسير الآية رقم (4):

{وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4)}
(4)- وَالذِي أَنْبَتَ النَّبَاتَ لِتَسْتَفِيدِ مِنْهُ المَخْلُوقَاتُ، فَمَا مِنْ نَبَاتٍ إِلا وَيَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ مَرْعىً لِنَوْعٍ مِنَ الحَيَوانِ.

.تفسير الآية رقم (5):

{فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)}
(5)- وَبَعْدَ أَنْ يَكُونَ النَّبَاتُ أَخْضَرَ يَجْعَلُهُ اللهُ تَعَالَى هَشِيماً يَابِساً، كَالغُثَاءِ الذِي يَحْمِلُهُ السَّيْلُ لونُهُ ضَارِبٌ إِلى السُّمرَةِ أَوِ السَّوادِ.
أَحْوَى- أَسْمَرَ أَوْ أَسْوَدَ بَعْدَ الخُضْرَةِ.

.تفسير الآية رقم (6):

{سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6)}
(6)- سَنُنَزِّلُ عَلَيْكَ قُرْآناً تَقْرَؤُهُ وَلا تَنْسَى مِنْهُ شَيْئاً.
(وَهَذَا وَعْدٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى لِرَسُولِهِ بِأَنَّهُ لَنْ يَنْسَى مِنَ القُرْآنِ شَيْئاً).

.تفسير الآية رقم (7):

{إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7)}
(7)- إِلا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يُنْسِيَكَ مِنْهُ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ، وَهُوَ تَعَالَى مَالِكٌ قَلْبَكَ وَعَقْلَكَ، وَعَالِمٌ بِسِرِّكَ وَجَهْرِكَ، فَلا يَفُوتُهُ شَيءٌ مِمَّا فِي نَفْسِكَ.

.تفسير الآية رقم (8):

{وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8)}
(8)- وَيُوفِّقُكَ رَبُّّكَ إِلَى الطَّرِيقَةِ البَالِغَةِ اليُسْرِ، وَيَشْرَعُ لَكَ شَرْعاً سَمْحاً يسْهُلُ عَلَى النُّفُوسِ قَبُولُهُ، وَعَلَى العُقُولِ فَهْمُهُ.
نُيَسِّرُكَ- نُوَفِّقُكَ.

.تفسير الآية رقم (9):

{فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9)}
(9)- فَذَكِّرْ مَنْ تَعْتَقِدُ أَنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُهُ، وَادْعُ مَنْ تَعْتَقِدُ أَنَّهُ يُجِيبُكَ وَلا يَجْبَهُكَ وَلا يُؤْذِيكَ، فَمِنْ شَأْنِ الذِّكْرَى أَنْ تَنْفَعَ.

.تفسير الآية رقم (10):

{سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10)}
(10)- وَإِنَّمَا يَنْتَفِعُ بِتَذْكِيرِكَ مَنْ يَخْشَى اللهَ وَيَخَافُ عِقَابَهُ لأَنَّهُ هُوَ الذِي يَتَأَمَّلُ فِيمَا تَقُولُهُ لَهُ، وَتُذَكِّرُهُ بِهِ.